إذا غضبوا علي وأشقذوني * فصرت كأنني فرأ متار فإن هذا أيضا وإن كان معناه صحيحا فإنه يريد رمزوني بعيونهم بغضة كما ينظر العدو إلى من لا يحبه ومن الباب الشقذاء العقاب الشديدة الجوع سميت بذلك لأنها إذا كانت كذا كان ذلك أشد لنظرها وقد قال الشعراء في هذا المعنى ما هو مشهور وذكر بعضهم فلان يشاقذ فلانا أي يعاديه فأما قولهم ما به شقذ ولا نقذ فمعناه عندهم ما به انطلاق وهذا يبعد عن القياس الذي ذكرناه فإن صح فهو من الشاذ (شقر) الشين والقاف والراء أصل يدل على لون فالشقرة من الألوان في الناس حمرة تعلو البياض والشقرة في الخيل حمرة صافية يحمر معها السبيب والناصية والمعرفة ويمكن أن يحمل على هذا الشقر وهو شقائق النعمان قال طرفة * وعلا الخيل دماء كالشقر * ومما ينفرد عن هذا الأصل كلمات ثلاث قولهم أخبرت فلانا شقوري أي بحالي وأمري قال رؤبة
(٢٠٣)