الفروق اللغوية - أبو هلال العسكري - الصفحة ٤٦٥
كما يقال زيد وافق عمروا في هذا القول وإن كان قول عمرو قد انقضى، واللطف يكون التدبير الذي ينفذ في صغير الأمور وكبيرها فالله تعالى لطيف ومعناه أن تدبيره لا يخفى عن شئ ولا يكون ذلك إلا باجرائه على حقه. والأصل في اللطيف التدبير ثم حذف وأجريت الصفة للمدبر على جهة المبالغة وفلان لطيف الحيلة إذا كان يتوصل إلى بغيته بالرفق والسهولة ويكون اللطف حسن العشرة والمداخلة في الأمور بسهولة، واللطف أيضا صغر الجسم خلاف الكثافة واللطف أيضا صغر الجسم وهو خلاف الخفاء في المنظر، وفي اللطيف معنى المبالغة لأنه فعيل، وفي موفق معنى تكثير الفعل وتكريره لأنه مفعل، والعصمة هي اللطيفة التي يمتنع بها عن المعصية اختيارا والصفة بمعصوم إذا أطلقت فهي صفة مدح وكذلك الموفق فإذا أجري على التقييد فلا مدح فيه ولا يجوز أن يوصف غير الله بأنه يعصم ويقال عصمه من كذا ووفقه لكذا ولطف له في كذا فكل واحد من هذه الأفعال يعدي بحرف وهاهنا يوجب أيضا أن يكون بينهما فروق من غير هذا الوجه الذي ذكرناه وشرح هذا يطول فتركته كراهة الاكثار وأصولهما في اللغة واشتقاقاتهما أيضا توجب فروقا من وجوه اخر فاعلم ذلك.
1865 الفرق بين اللطف والرفق: (1019) 1866 الفرق بين اللطف واللطف: أن اللطف هو البر وجميل الفعل من قولك فلان يبرني ويلطفني ويسمى الله تعالى لطيفا من هذا الوجه أيضا لأنه يواصل نعمه إلى عباده.
1867 الفرق بين اللطف والمداراة: (1969).
(٤٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 460 461 462 463 464 465 466 467 468 469 470 ... » »»
الفهرست