الفروق اللغوية - أبو هلال العسكري - الصفحة ٣٠٢
السحابة امتلأت ماء، والشكير قضبان غضة تخرج رخصة بين القضبان العاسية، والشكير من الشعر والنبات صغار نبت خرج بين الكبار مشبهة بالقضبان الغضة، والشكر بضع المرأة، والشكر على هذا الأصل إظهار حق النعمة لقضاء حق المنعم كما أن الكفر تغطية النعمة لابطال حق المنعم فإن قيل أنت تقول الحمد لله شكرا فتجعل الشكر مصدرا للحمد فلولا اجتماعهما في المعنى لم يجتمعا في اللفظ قلنا هذا مثل قولك قتلته صبرا وأتيته سعيا والقتل غير الصبر والاتيان غير السعي، وقال سيبويه:
هذا باب ما ينصب من المصادر لأنه حال وقع فيها الامر وذلك كقولك قتلته صبرا ومعناه أنه لما كان القتل يقع على ضروب وأحوال بين الحال التي وقع فيها القتل والحال التي وقع فيها الحمد فكأنه قال قتلته في هذه الحال، والحمد لله شكرا أبلغ من قولك الحمد لله حمدا لان ذلك للتوكيد والأول لزيادة معنى وهو أي أحمده في حال إظهار نعمه علي.
1212 الفرق ين الشاكر والشكور (1): قيل: الشاكر من وقع منه الشكر، والشكور: المتوفر على أداء الشكر بقلبه ولسانه وجوارحه أكثر أوقاته. ومع ذلك لا يوفي حقه لان توفيقه للشكر نعمة تستدعي شكرا آخر لا إلى نهاية. وإليه يشير قوله تعالى: " وقليل من عبادي الشكور " (2).
(اللغات).
1213 الفرق بين الشكر والمكافأة: أن الشكر على النعمة سمي شكرا عليها وإن لم يكن يوازيها في القدر كشكر العبد لنعم الله عليه ولا تكون المكافأة

(1) الشاكر والشكور. في الكليات 3: 73. والتعريفات: 134. والمفردات: 389. والفرائد: 138.
(2) سبأ 34: 13.
(٣٠٢)
مفاتيح البحث: الشكر (7)، القتل (3)، الصبر (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 297 298 299 300 301 302 303 304 305 306 307 ... » »»
الفهرست