الفروق اللغوية - أبو هلال العسكري - الصفحة ١٤٣
قوله تعالى " من نطفة إذا تمنى " (1)، وتمنى كذب وروي أن بعضهم قال للشعبي: أهذا مما رويته أو مما تمنيته أي كذبت في روايته، وأما التمني في قوله تعالى " فتمنوا الموت إن كنتم صادقين " (2) فلا يكون إلا قولا وهو أن يقول أحدهم ليته مات، ومتى قال الانسان ليت الآن كذا فهو عند أهل اللسان متمن غير اعتبارهم لضميره ويستحيل أن يتحداهم بأن يتمنوا ذلك بقلوبهم مع علم الجميع بأن التحدي بالضمير لا يعجز أحدا ولا يدل على صحة مقالته ولا فسادها لان المتحدي بذلك يمكنه أن يقول تمنيت بقلبي فلا يمكن خصمه إقامة الدليل على كذبه، ولو انصرف ذلك إلى تمني القلب دون العبارة باللسان لقالوا قد تمنينا ذلك بقلوبنا فكانوا مساوين له فيه وسقط بذلك دلالته على كذبهم وعلى صحة ثبوته فلما لم يقولوا ذلك علم أن التحدي وقع بالتمني لفظا.
552 الفرق بين التمني والشهوة: (1227) و (1228).
553 الفرق بين التمني والمحبة (3): قد فرق بينهما بأن التمني قد يقع على الماضي والمستقبل. ألا ترى أنه يصح أن يتمنى أن كان له ولد، ويصح أن يتمنى أن يكون له ولد.
والمحبة لا تقع إلا على المستقبل، وبه يظهر الفرق بين المحبة والمودة، لان المودة قد تكون بمعنى التمني كقولك: أو دلو قدم زيد، بمعنى: أتمنى قدومه، ولا يجوز أحب لو قدم زيد. (اللغات).

(١) النجم ٥٣: 46. (2) البقرة 2: 94.
(3) التمني والمحبة. في الكليات (التمني 2: 107 والمحبة 1: 106 و 2: 389). والمفردات (التمني: 722 والمحبة:
151). والفرائد: 48.
(١٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 ... » »»
الفهرست