الفروق اللغوية - أبو هلال العسكري - الصفحة ١٢٢
الحادث بعد النسيان على ما ذكرنا (1) ويجوز أن ينبه الرجل على الشئ لم يعرفه قط ألا ترى أن الله ينبه على معرفته بالزلازل والصواعق وفهم من لم يعرفه البتة فيكون ذلك تنبيها له كما يكون تنبيها لغيره، ولا يجوز أن يذكره ما لم يعلمه قط.
475 الفرق بين التذلل والذل: أن التذلل فعل الموصوف به وهو إدخال النفس في الذل كالتحلم إدخال النفس في الحلم والذليل المفعول به الذل من قبل غيره في الحقيقة وإن كان من جهة اللفظ فاعلا، ولهذا يمدح الرجل بأنه متذلل ولا يمدح بأنه ذليل لان تذلله لغيره إعترافه له والاعتراف حسن ويقال العلماء متذللون لله تعالى ولا يقال أذلاء له سبحانه.
476 الفرق بين التذلل والتواضع: أن التذلل إظهار العجز عن مقاومة من يتذلل له. والتواضع إظهار قدرة من يتواضع له سواء كان ذا قدرة على المتواضع أو لا ألا ترى أنه يقال العبد متواضع لخدمة أي يعاملهم معاملة من لهم عليه قدرة ولا يقال يتذلل لهم لان التذلل إظهار العجز عن مقاومة المتذلل له وإنه قاهر وليست هذه صفة الملك مع خدمه.
477 الفرق بين التربص والانتظار: أن التربص طول الانتظار يكون قصير المدة وطويلها ومن ثم يسمى المتربص بالطعام وغيره متربصا لأنه يطيل الانتظار لزيادة الربح ومنه قوله تعالى " فتربصوا به حتى حين " (2) وأصله من الربصة وهي التلبث يقال مالي على هذا الامر ربصة أي تلبث في الانتظار حتى طال.

(1) في العدد 946. (2) المؤمنون 23: 25.
(١٢٢)
مفاتيح البحث: الجواز (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 ... » »»
الفهرست