فأخذتها فقدمت بها المدينة (1). ومما يحقق ذلك قول متمم بن نويرة يرثي أخاه فقال: (الطويل) ولا برم تهدي النساء لعرسه * إذا القشع من برد الشتاء تقعقعا - (2)]
(1) الحديث في (م) جهاد: 47 (د) جهاد: 125 (حم) 4: 46 وفي الفائق 2 / 348 (قال سلمة بن الأكوع رضي الله عنه: غزونا مع أبي بكر هوازن على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فنفلني جارية من بني فزارة عليها قشع لها. قيل هو الجلد اليابس وقال أبو زيد: قال القشيريون: هو الفرو الخلق ومنه قيل لريش النعامة قشع قال: (الرمل).
جدل خرجاء عليها قشع ألا ترى إلى قوله: (الكامل) كالعبد ذي الفرو الطويل الاصلم).
(2) كذا البيت في اللسان (قشع) والأمالي للقالي 1 / 19 وسمط اللآلي ص 87 وأما في اللسان (برم) (برما). وقال أبو محمد ابن قتيبة في إصلاح الغلط ص 57 (ليس من عادة الناس أن يرموا بالجلود اليابسة من يريدون رميه ولا يتيسر ذلك لكل رام فكيف يرمون أبا هريرة بها وليس القشع ما ذهب إليه يدلك على ذلك أن فعلا لا يجمع على فعل وإنما القشع جمع لقشعة مثل بدرة وبدر والقشعة ما قشعته عن وجه الأرض من المدر والطين فرميت به ومثله قول الناس: رماه بقلاعة أي قلع من الأرض مدار ورماه به والقشاعة مثله وكل شئ قلعته أو كشفته فقد قشعته ومنه يقال: قشعت الريح السحاب.
والقشعة في غير هذا بيت من جلود سمي بذلك لانهم يقشعونه عنهم متى شاؤوا ويحملونه قال الكميت (الطويل) وكان لبيت القشعة الهدم والصبا * أحاديث منها غاليات الا راود فأما قوله: إن القشع الجلد اليابس فانى أراه توهم ذلك من قول الشاعر:
(الطويل) إذا القشع من برد الشتاء تقعقعا وإنما أراد الشاعر أن الجلد قد تقعقع من شدة البرد ويبس ويدلك على أن القشع قد يكون غير يابس قول أبي بكر رضي الله عنه: نفلني رسول الله صلى الله عليه وسلم جارية عليها قشع لها وقول رسول الله في الغلول: لا أعرفن أحدكم يحمل قشعا من أدم فينادي: يا محمد فأقول: لا أملك لك من الله عز وجل شيئا قد بلغت).