حين قام إليه رجل بالبصرة فقال: إنا أناس بهذه الأمصار وإنه أتانا قتل أمير وتأمير آخر وأتتنا بيعتك وبيعة أصحابك فأنشدك الله لا تكن (1) أول من غدر، فقال طلحة: أنصتوني، ثم قال: إني أخذت فأدخلت في الحش وقربوا فوضعوا اللج على قفي، فقالوا: لتبايعن أو لنقتلنك، فبايعت وأنا مكره (2).
قوله: اللج، قال الأصمعي: يعني السيف، قال: ونرى أن اللج اسم سمي به السيف، كما قالوا الصمصامة وذو الفقار ونحوه ويقال فيه (3) قول آخر شبهه بلجة البحر في هوله، يقال: هذا لج البحر وهذه لجة البحر.
وأما الحش (4) فالبستان، [وفيه لغتان: الحش والحش - (5)]، وجمعه حشان، وإنما سمي موضع (6) الخلاء حشا بهذا لأنهم كانوا يقضون حوائجهم في البساتين.