وفيات الأئمة - من علماء البحرين والقطيف - الصفحة ٢٤٨
فضائله الدالة على كرمه وإجلاله فاصلا لبعض الروايات ببعض المراثي من الأبيات، راجيا من الله الاستعانة على هذه الخدمة مدة الحياة لينفعني الله بذلك يوم الجزاء بعد الممات وسميته: لهيب الأحزان الضارم في وفاة موسى بن جعفر الكاظم، وهذا أوان الشروع في المقصود ونسأل الكريم أن ينفعنا به إنه أهل الكرم والجود.
روي في العيون بإسناده عن زيد بن سليط الزيدي قال: لقينا أبا عبد الله جعفر الصادق (ع) في الطريق قاصدا إلى مكة ونحن جماعة، فقلت له: بأبي أنت وأمي أنتم الأئمة المطهرون والموت لا يتعرى منه أحد فأحدث إلي شيئا ألقيه إلى ما يخلفني فقال لي: نعم هؤلاء ولدي وهذا سيدهم - وأشار إلى ابنه موسى الكاظم - ففيه العلم والحكمة والفهم والسخاء والمعرفة فيما يحتاج إليه الناس فيما اختلفوا فيه من أمر دينهم، وفيه حسن الخلق وحسن الجوار وهو باب من أبواب الله عز وجل، وفيه أخرى وهي خير من هذا كله فقلت له: ما هي بأبي أنت وأمي؟ فقال: يخرج الله تعالى منه غوث هذه الأمة وغياثها وعلمها ونورها وفهمها وحكمها وخير مولود وخير ناشئ، يحقن الله تعالى به الدماء، ويصلح به ذات البين، ويلم به الشعث، ويشعب به الصدع، ويكسو به العاري، ويشبع به الجائع، ويؤمن به الخائف، وينزل به القطر، ويأتم به العباد، خير كهل وخير ناشئ، يبشر به عشيرته قبل أوان حلمه، قوله حكم وصمته علم يبين للناس ما يختلفون فيه، قال: فقال: بأبي أنت أيكون له ولد بعده؟ قال: نعم ثم قطع الكلام.
قال زيد: ثم لقيت أبا الحسن موسى بن جعفر (ع) بعد فقلت له: بأبي أنت وأمي إني أريد أن تخبرني بمثلما أخبرني به أبوك قال، فقال: كان أبي في زمان ليس هذا مثله، قال زيد: فقلت: من لا يرضى منك بهذا فعليه لعنة الله فضحك (ع) ثم قال: يا أبا عمارة إني خرجت من منزلي إلى أولادي، ثم أشركتهم مع علي الرضا ابني وأفردته بوصيتي في الباطن، ولقد رأيت رسول الله
(٢٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 241 242 243 245 247 248 249 250 251 252 253 ... » »»
الفهرست