نظرات في الكتب الخالدة - حامد حفني داود - الصفحة ١٨٣
بمكان عظيم سمعته أكثر من مرة وأنا أحاوره في مذهبه الفقهي الذي يقلده أو يراه موضعا للتقليد، فكان - رحمه الله - يأبى إلا أن يصور نفسه في درجة من الاجتهاد، وهي أقرب إلى درجة: (المجتهد المطلق) منه إلى درجة (مجتهد المذهب) التي عرف بها رجال الطبقة الثانية من الفقهاء ومهما يكن من أمر فإن حكم الشيخ أحمد شاكر على (أحمد أمين) حكم له خطره في نظر - المنهج العلمي الحديث - وهو في نظرنا ثاني اثنين ختم بهما علم الجرح والتعديل أولهما: أستاذنا الشيخ محمد زاهد الكوثري وكيل مشيخة الإسلام في تركيا ونزيل القاهرة وقد كانت له مع أحمد أمين مواقف يذكرها له التشريع الإسلامي بالإجلال والإكبار حين كان يرصد قلمه للذب عن الشريعة وكان - رحمة الله - من الغيرة على الفقه الإسلامي والمعرفة بمواضع الخلاف بين الفقهاء في الوضع الذي يحله مكان المجتهدين في فقه أبي حنيفة وقد كان هذان العالمان (1) من النفر القليل العارفين برجال المذاهب الفقهية المعدلين من هو أهل التعديل، في الوقت الذي فيه يعملان جاهدين على إحقاق الحق، وإبطال الباطل وليس أدل على رسوخهما في الاجتهاد من قراءتهما الواسعة فيما جاء في المذهب الجعفري من أحكام.
ولعلنا نلحظ هذا الأثر واضحا ولا سيما كتابات: أحمد شاكر

1 - توفي الشيخ محمد زاهد الكوثري عام 1371 ه‍ وتوفي الشيخ أحمد محمد شاكر عام 1377 ه‍
(١٨٣)
مفاتيح البحث: تركيا (1)، الوسعة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 189 ... » »»