موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ٨٦
فالعلم بما كان، وأما النكت في القلوب: فهو الإمام، والنقر في الأسماع:
فحديث الملائكة، نسمع كلامهم ولا نرى أشخاصهم، وأما الجفر الأحمر: فوعاء فيه توراة موسى وإنجيل عيسى وزبور داوود وكتب الله، وأما مصحف فاطمة: ففيه ما يكون من حادث وأسماء من يملك إلى أن تقوم الساعة.
وأما الجامعة: فهو كتاب طوله سبعون ذراعا، إملاء رسول الله من فلق فيه وخط علي بن أبي طالب (عليه السلام) بيده، فيه والله جميع ما يحتاج الناس إليه إلى يوم القيامة، حتى أن فيه أرش الخدش، والجلدة ونصف الجلدة.
ولقد كان زيد بن علي بن الحسين يطمع أن يوصي إليه أخوه الباقر (عليه السلام) ويقيمه مقامه في الخلافة بعده، مثل ما كان يطمع في ذلك محمد بن الحنفية بعد وفاة أخيه الحسين صلوات الله عليه، حتى رأى من ابن أخيه زين العابدين (عليه السلام) من المعجزة الدالة على إمامته ما رأى، وقد تقدم ذكره في هذا الكتاب، فكذلك زيد رجا أن يكون القائم مقام أخيه الباقر صلوات الله عليه، حتى سمع ما سمع من أخيه ورأى ما رأى من ابن أخيه أبي عبد الله الصادق (عليه السلام).
فمن ذلك: ما رواه صدقة بن أبي موسى، عن أبي بصير، قال: لما حضر أبا جعفر محمد بن علي (عليه السلام) الوفاة، دعا بابنه الصادق (عليه السلام) ليعهد إليه عهدا، فقال له أخوه زيد بن علي:
لما امتثلت في مثال الحسن والحسين (عليه السلام) رجوت أن لا تكون أتيت منكرا.
فقال له الباقر (عليه السلام): يا أبا الحسين، إن الأمانات ليست بالمثال، ولا العهود بالرسوم، إنما هي أمور سابقة عن حجج الله تبارك وتعالى، ثم دعا بجابر ابن عبد الله الأنصاري فقال: يا جابر، حدثنا بما عاينت من الصحيفة؟
فقال له: نعم يا أبا جعفر، دخلت على مولاتي فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
(٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 ... » »»