موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ٨٣
14 - موافقة الصادق (عليه السلام) لرجل من الشيعة استعمل التورية في المناظرة:
وبالإسناد عن أبي محمد الحسن بن علي العسكري (عليه السلام) أنه قال: قال بعض المخالفين بحضرة الصادق (عليه السلام) لرجل من الشيعة: ما تقول في العشرة من الصحابة؟
قال: أقول فيهم القول الجميل الذي يحط الله به سيئاتي، ويرفع به درجاتي.
قال السائل: الحمد لله على ما أنقذني من بغضك، كنت أظنك رافضيا تبغض الصحابة. فقال الرجل: ألا من أبغض واحدا من الصحابة فعليه لعنة الله.
قال: لعلك تتأول ما تقول، فمن أبغض العشرة من الصحابة؟
فقال: من أبغض العشرة من الصحابة فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. فوثب فقبل رأسه فقال: اجعلني في حل مما قذفتك به من الرفض قبل اليوم.
قال: أنت في حل وأنت أخي، ثم انصرف السائل، فقال له الصادق (عليه السلام):
جودت، لله درك! لقد عجبت الملائكة من حسن توريتك وتلفظك بما خلصك ولم تثلم دينك، زاد الله في قلوب مخالفينا غما إلى غم، وحجب عنهم مراد منتحلي مودتنا في تقيتهم.
فقال أصحاب الصادق (عليه السلام): يا ابن رسول الله، ما عقلنا من كلام هذا إلا موافقته لهذا المتعنت الناصب.
فقال الصادق (عليه السلام): لئن كنتم لم تفهموا ما عنى فقد فهمنا نحن، فقد شكره الله له، إن ولينا الموالي لأوليائنا المعادي لأعدائنا، إذا ابتلاه الله بمن يمتحنه من مخالفيه، وفقه لجواب يسلم معه دينه وعرضه، ويعظم الله بالتقية ثوابه، إن صاحبكم هذا
(٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 ... » »»