موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ٨٤
قال: من عاب واحدا منهم فعليه لعنة الله. أي: من عاب واحدا منهم، هو:
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام).
وقال في الثانية: من عابهم وشتمهم فعليه لعنة الله، وقد صدق لأن من عابهم فقد عاب عليا (عليه السلام) لأنه أحدهم، فإذا لم يعب عليا ولم يذمه فلم يعبهم جميعا وإنما عاب بعضهم، ولقد كان لحزقيل المؤمن مع قوم فرعون الذين وشوا به إلى فرعون مثل هذه التورية، كان حزقيل يدعوهم إلى توحيد الله ونبوة موسى، وتفضيل محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على جميع رسل الله وخلقه، وتفضيل علي ابن أبي طالب (عليه السلام) والخيار من الأئمة على سائر أوصياء النبيين، وإلى البراءة من فرعون، فوشى به واشون إلى فرعون وقالوا: إن حزقيل يدعو إلى مخالفتك، ويعين أعداءك على مضادتك.
فقال لهم فرعون: ابن عمي وخليفتي في ملكي وولي عهدي، إن كان قد فعل ما قلتم فقد استحق العذاب على كفره نعمتي، وإن كنتم عليه كاذبين فقد استحققتم أشد العذاب لإيثاركم الدخول في مساءته، فجاء بحزقيل وجاء بهم فكاشفوه وقالوا: أنت تجحد ربوبية الملك وتكفر نعماءه.
فقال حزقيل: أيها الملك هل جربت علي كذبا قط. قال: لا.
قال: فسلهم من ربهم؟ قالوا: فرعون. قال: ومن خلقكم؟ قالوا: فرعون هذا.
قال: ومن رازقكم الكافل لمعايشكم، والدافع عنكم مكارهكم؟ قالوا:
فرعون هذا.
قال حزقيل: أيها الملك فأشهدك وكل من حضرك: أن ربهم هو ربي، وخالقهم هو خالقي، ورازقهم هو رازقي، ومصلح معايشهم هو مصلح معايشي،
(٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 ... » »»