موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ٨٥
لا رب لي ولا خالق غير ربهم وخالقهم ورازقهم، وأشهدك ومن حضرك:
أن كل رب وخالق سوى ربهم وخالقهم ورازقهم فأنا بريء منه ومن ربوبيته وكافر بإلهيته.
يقول حزقيل هذا وهو يعني: أن ربهم هو الله ربي، ولم يقل إن الذي قالوا هم أنه ربهم هو ربي، وخفي هذا المعنى على فرعون ومن حضره، وتوهموا أنه يقول:
فرعون ربي وخالقي ورازقي.
فقال لهم: يا رجال السوء ويا طلاب الفساد في ملكي ومريدي الفتنة بيني وبين ابن عمي وهو عضدي، أنتم المستحقون لعذابي لإرادتكم فساد أمري وهلاك ابن عمي والفت في عضدي، ثم أمر بالأوتاد فجعل في ساق كل واحد منهم وتدا وفي صدره وتدا، وأمر أصحاب أمشاط الحديد فشقوا بها لحومهم من أبدانهم، فذلك ما قال الله تعالى: ﴿فوقاه الله سيئات ما مكروا﴾ (1) لما وشوا به إلى فرعون ليهلكوه، وحاق بآل فرعون سوء العذاب، وهم الذين وشوا بحزقيل إليه لما أوتد فيهم الأوتاد، ومشط عن أبدانهم لحومها بالأمشاط (2).
ومثل هذه التورية قد كانت لأبي عبد الله (عليه السلام) في مواضع كثيرة.
وكان الصادق (عليه السلام) يقول: علمنا غابر ومزبور، ونكت في القلوب، ونقر في الأسماع، وإن عندنا الجفر الأحمر والجفر الأبيض ومصحف فاطمة (عليها السلام)، وعندنا الجامعة فيها جميع ما يحتاج إليه الناس.
فسئل عن تفسير هذا الكلام فقال: أما الغابر: فالعلم بما يكون، والمزبور:

(١) غافر: ٤٥.
(2) الاحتجاج: 370.
(٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 ... » »»