موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ٥٦٦
فافعل. وما عليك إذا لم يثن الناس عليك. وما عليك أن تكون مذموما عند الناس إذا كنت عند الله محمودا، إن أمير المؤمنين (عليه السلام) كان يقول: " لا خير في الحياة إلا لأحد رجلين: رجل يزداد كل يوم فيها إحسانا، ورجل يتدارك منيته بالتوبة.
إن قدرت أن لا تخرج من بيتك فافعل، وإن عليك في خروجك أن لا تغتاب ولا تكذب ولا تحسد ولا ترائي ولا تتصنع ولا تداهن. صومعة المسلم بيته، يحبس فيه نفسه وبصره ولسانه وفرجه. إن من عرف نعمة الله بقلبه استوجب المزيد من الله قبل أن يظهر شكرها على لسانه.
ثم قال (عليه السلام): كم من مغرور بما أنعم الله عليه، وكم من مستدرج بستر الله عليه، وكم من مفتون بثناء الناس عليه. إني لأرجو النجاة لمن عرف حقنا من هذه الأمة إلا لأحد ثلاثة: صاحب سلطان جائر، وصاحب هوى، والفاسق المعلن. الحب أفضل من الخوف. والله ما أحب الله من أحب الدنيا ووالى غيرنا، ومن عرف حقنا وأحبنا فقد أحب الله. كن ذنبا ولا تكن رأسا. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من خاف كل لسانه.
وقال صلوات الله عليه: من أنصف الناس من نفسه رضي به حكما لغيره.
وقال (عليه السلام): إذا كان الزمان زمان جور، وأهله أهل غدر، فالطمأنينة إلى كل أحد عجز.
وقال (عليه السلام): إذا أردت أن تعلم صحة ما عند أخيك فأغضبه، فإن ثبت لك على المودة، فهو أخوك، وإلا فلا.
(٥٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 561 562 563 564 565 566 567 568 569 570 571 ... » »»