موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ٥٦٣
من منفعتها، فأولها أن يكون الذي تشاوره عاقلا، والثانية أن يكون حرا متدينا، والثالثة أن يكون صديقا مؤاخيا، والرابع أن تطلعه على سرك فيكون علمه به كعلمك بنفسك، ثم يسر لك ويكتمه.
الإكثار من الإخوان:
قال (عليه السلام): إن المرء كثير بأخيه؛ لأنه عون في النوائب، ومواسي في البأساء، وأنيس في الوحشة، وأليف في الغربة، ومشير عند الحيرة، ومسدد عند السقطة، وحافظ عند الغيبة.
وقال (عليه السلام): أكثروا من مؤاخاة المؤمنين فإن لهم عند الله يدا يكافيهم بها يوم القيامة (1).
وقال (عليه السلام): إن العصمة لا تكون في البشر كلهم، فمن الذي لا يخطأ ولا يسهو ولا يغفل ولا ينسى، فيستحيل أن تظفر بصديق خال من عيب، أو رفيق منزه عن سقطة، فمن أراد الإكثار من الأصدقاء لا بد له من أن يتغاضى عن عيوبهم، ويتغافل عن مساوئهم. ومن هذا المنطلق قال الإمام الصادق (عليه السلام): " أنى لك بأخيك كله، أي الرجال المهذب "، وقال: من لم يؤاخ من لا عيب فيه قل صديقه (2).
باب وجوب أداء حق المؤمن والبر به:
أقول: أنى لنا القيام بهذه الحقوق؟ فإن النفوس الأمارة بالسوء وحب الذات

(١) الوسائل ٨: ٤٠٨، الحديث ٧.
(٢) بحار الأنوار ٧٨: ٢٧٨.
(٥٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 558 559 560 561 562 563 564 565 566 567 568 ... » »»