موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ٤٦
والقيامة عندهم خروج الروح من قالبه وولوجه في قالب آخر، فإن كان محسنا في القالب الأول أعيد في قالب أفضل منه حسنا في أعلى درجة من الدنيا، وإن كان مسيئا أو غير عارف صار في الدواب المتعبة في الدنيا، أو هوام مشوهة الخلقة وليس عليهم صوم ولا صلاة، ولا شيء من العبادة أكثر من معرفة من تجب عليهم معرفته، وكل شيء من شهوات الدنيا مباح لهم: من فروج النساء وغير ذلك من الأخوات والبنات والخالات وذوات البعولة.
وكذلك الميتة والخمر والدم، فاستقبح مقالتهم كل الفرق، ولعنهم كل الأمم، فلما سئلوا الحجة زاغوا وحادوا، فكذب مقالتهم التوراة، ولعنهم الفرقان، وزعموا مع ذلك أن إلههم ينتقل من قالب إلى قالب، وأن الأرواح الأزلية هي التي كانت في آدم، ثم هلم جرا تجري إلى يومنا هذا في واحد بعد آخر، فإذا كان الخالق في صورة المخلوق فبما يستدل على أن أحدهما خالق صاحبه؟!
وقالوا: إن الملائكة من ولد آدم كل من صار في أعلى درجة من دينهم خرج من منزلة الامتحان والتصفية فهو ملك، فطورا تخالهم نصارى في أشياء، وطورا دهرية يقولون: إن الأشياء على غير الحقيقة، فقد كان يجب عليهم أن لا يأكلوا شيئا من اللحمان، لأن الذرات عندهم كلها من ولد آدم حولوا من صورهم، فلا يجوز أكل لحوم القربات.
قال الزنديق: ومن زعم أن الله لم يزل ومعه طينة مؤذية، فلم يستطع التفصي منها (1) إلا بامتزاجه بها ودخوله فيها، فمن تلك الطينة خلق الأشياء!!
قال (عليه السلام): سبحان الله تعالى!! ما أعجز إلها يوصف بالقدرة، لا يستطيع

(1) التفصي: التخلص، وتفصى عن الشيء: بان عنه.
(٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 ... » »»