والحسن والحسين يلعبان بين يديه، فقلت: يا رسول الله أتحبهما؟ فقال: " وكيف لا أحبهما وهما ريحانتاي من الدنيا أشمهما " (١).
ومما تقدم يتبين أن حب الحسن والحسين عليهما السلام واجب على كل مسلم ومسلمة لقوله تعالى: ﴿لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة﴾ (2)، وهذا الحب جزء لا يتجزأ من مودة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين والزهراء عليهما السلام والذي يقتضي الرضوان ونيل أرفع الدرجات، وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه أخذ بيد الحسن والحسين فقال: " من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة " (3).
على أن المراد من إيجاب مودة أهل البيت عليهم السلام ليس مجرد المحبة وحسب، بل العمل بما تقتضيه من الاقتداء بهديهم والتولي لهم والبراءة من أعدائهم، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " من سره أن يحيا حياتي، ويموت مماتي، ويسكن جنة عدن غرسها ربي، فليوال عليا من بعدي، وليوال وليه، وليقتد بأهل بيتي من بعدي، فإنهم عترتي، خلقوا من طينتي، ورزقوا فهمي وعلمي، فويل للمكذبين بفضلهم من أمتي، القاطعين بهم صلتي، لا أنالهم الله شفاعتي " (4).