فالله تعالى أصدق القائلين حيث يقول (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) (1) ويقول (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون) (2) وحيث يقول تعالى شأنه (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين) (3) ويقول عز اسمه (ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون، وإن جندنا لهم الغالبون) (4) الأصل في العقيدة بالمهدية والأصل في العقيدة بالمهدية، وظهور الإسلام على جميع الأديان، وانتهاء العالم في سيره إلى حكومة الإسلام وحكومة أحكام الله، ووحدة القوانين والأنظمة، وخلافة المؤمنين الصالحين في الأرض، وتبديل خوف البشرية بالأمن، وزوال الاستضعاف بكل صوره ومظاهره، هو ما في نفس دعوة الإسلام وعقيدة التوحيد وكلمة الإخلاص من القوة المبدئية للقضاء على جميع مظاهر الشرك والاستكبار، ولتحرير الإنسان عن سلطان الطواغيت، وإخراج البشرية من ذل عبادة الناس إلى عز عبادة الله.
وما نرى من أن العالم يسير في سيره إلى مجتمع بشري عالمي، وإدغام المجتمعات بعضها في البعض، وتقليل الفوارق السياسية والنظامية والعنصرية، والعلم والتقدم الصناعي، أتاح للبشرية أن تكون جملة واحدة، وأن تكون الملل ملة واحدة، وتوسع العلاقات والارتباطات بين الملل والأقوام، جعلهم كأهل بلد واحد ومحلة واحدة، فكما