عن الاسلام وأهله شر الجزاء وتواتر عليهم لعن ملائكة الارض والسماء اقول قد مر في باب ما اظهر من الندامة عند الوفاة ما يناسب هذه الخاتمة وأما افتخارهم بدفنه في جوار النبي فسياتي الكلام فيه وروي في الصراط المستقيم عن عاصم بن حميد عن صفوان عن الصادق انهما لم يبيتا معه الا ليلة ثم نقلا الى دار جهنم يقال لها واد الدود استخلاف ابي بكر لعمر الذين تخلفوا عن بيعة ابي بكر في العقد الفريد للامام الوحيد ابن عبد ربه في صحيفة الثمانية والتسعين والمائة من الجزء الثاني عبد الله بن محمد التميمي عن محمد بن عبد العزيز ان ابا بكر الصديق حين حضرته الوفاة كتب عهده وبعث به مع عثمان بن عفان ورجل من الانصار ليقرأه على الناس فلما اجتمع الناس قاما فقالا هذا عهد ابي بكر فان تقروا به نقرؤه وان تنكروه نرجعه فقال بسم الله الرحمن الرحيم هذا عهد ابي بكر بن ابي قحافة عند اخر عهده بالدنيا خارجا منها واول عهده بالاخرة داخلا فيها حيث يؤمن الكافر ويشقى الفاجر ويصدق الكاذب اني امرت عليكم عمر بن الخطاب وان عدل واتقى فذاك ظني به ورجائي فيه وان بدل وغير فالخير اردت ولا يعلم الغيب الا الله فاقول ويل لهؤلاء الجهلة ومردة الشيطان وعبدة الاوثان حيث عظموا عهد ابي بكر وامتثلوا به ومنعوا نبي الرحمة حيث اراد و قال اتوني بكتاب اكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده ابدا يؤيده ما روته العامة في الصحاح الستة والخامسة في الكتب الاربعة من انه إذا اراد النبي في مرضه ان يكتب لامته كتابا لئلا يضلوا بعده ولا يختلفوا فطلب دواة وكتفا أو نحو ذلك فمنع عمر من احضار ذلك وقال انه ليهجرا وما يؤدي هذا للمعنى وقد وصفه الله سبحانه بانه لا ينطق عن الهوى وان كلامه ليس الا وحيا يوحى وكثر اختلافهم وارتفعت اصواتهم حتى سام وتضجر فقال بعضهم احضروا ما طلب وقال بعضهم القول ما قاله عمر وقد قال الله سبحانه وما كان
(٢٠٠)