عم هذا والله الحق وهذا عزائيل قد نشر جناحه بالمشرق والمغرب وقد وصفه لي ابي هذه صفته فسمعناها تقول وعليك السلام يا قابض الارواح عجل بي ولا تعذبني ثم سمعناها تقول اليك ربي لا الى النار ثم غمضت عينيها ومدت يديها ورجليها كأنها لم تكن حية قط ارشاد القلوب من مثالبهم ما تضمنه خبر وفات الزهراء عليها السلام قرة عين الرسول واحب الناس إليه مريم الكبرى والحوراء التي افرغت من ماء الجنة من صلب رسول الله التي قال في حقها رسول الله ان الله يرضى لرضاك ويغضب لغضبك وقال فاطمة بضعة مني من اذاها فقد اذاني وروي انه لما حضرتها الوفات قالت لاسماء بنت عميس إذا انا مت فانظري الى الدار فإذا رأيت سجفا من سندس من الجنة قد ضرب فسطاطا في جانب الدار فاحمليني وزينب وأم كلثوم فاجعلوني من وراء السجف وخلوا بيني وبين نفسي فلما توفيت عليها السلام وظهر السجف حملناها وراءه فغسلت وكفنت وحنطت بالحنوط وكان كافورا انزله جبرئيل من الجنة في ثلث صرر فقال يارسول الله ربك يقرؤك السلام ويقول لك هذا حنوطك وحنوط ابنتك وحنوط اخيك علي مقسوم اثلاثا وان اكفانها وماؤها واوانيها من الجنة وروي انها توفيت عليها السلام بعد غسلها وتكفينها وحنوطها الا انها طاهرة ولا دنس فيها وانها اكرم على الله تعالى ان يتولى ذلك منها غيرها وانه لم يحضرها الا أمير المؤمنين والحسن والحسين وزينب وام كلثوم وفضة جاريتها واسماء بنت عميس وان أمير المؤمنين اخرجها ومعه الحسن والحسين في الليل وصلوا عليها ولم يعلم بها أحد ولا حضر وفاتها ولا صلى عليها أحد من ساير الناس غيرهم لانها عليها السلام اوصت بذلك وقالت لا تصلي علي أمة نقضت عهد الله وعهد أبي رسول الله في أمير المؤمنين علي عليه السلام وظلموني حقي واخذوا ارثي
(١٤٦)