بها نفسي فقال النبي صدقت وصدقت ففرحت فاطمة بذلك و تبسمت حتى رأى ثغرها فقال أحدهما لصاحبه انه لعجيب لحينه فادعاه الى ما دعانا هذه الساعة قال أخذ النبي بيد علي فشبك اصابعه باصابعه فحمل النبي الحسن وحمل الحسين علي وحملت فاطمة أم كلثوم وادخلهم النبي بيتهم ووضع عليه قطيفة واستودعهم الله ثم خرج وصلى بقية الليل فلما مرضت فاطمة عليها السلام مرضها التي ماتت فيه اتياها عايدين واستاذنا عليها فابت ان تأذن لهما فلما رأى ذلك أبو بكر اعطى الله عهدا لا يظله سقف بيت حتى يدخل على فاطمة ويتراضاها فبات ليلة في البقيع ما اظله شئ ثم ان عمر اتى عليا فقال له ان ابا بكر شيخ رقيق القلب وقد كان مع رسول الله في الغار فله صحبة وقد اتيناها غير هذه المرة مرارا نريد الاذن عليها وهي تابى ان تأذن لنا حتى ندخل عليها فنرضاها فان رايت ان تستأذن لنا عليها فافعل قال نعم فدخل علي على فاطمة فقال يا بنت رسول الله قد كان من هذين الرجلين ما قد رايت وقد ترددا مرارا كثيرا ورددتهما ولم تأذني لهما وقد سألاني ان استاذن لهما عليك فقالت والله لا اذن لهما ولا اكلمهما كلمة من رأسي حتى القى أبي فاشكوهما إليه بما صنعا وارتكباه مني قال علي ضمنت لهما ذلك قالت ان كنت ضمنت لهما شيئا فالبيت بيتك والنساء تتبع الرجال لا اخالف عليك شئ فاذن لمن احببت فخرج علي عليه السلام فاذن لهما فلما وقع بصرهم على فاطمة فسلما عليها فلم ترد عليهما وحولت وجهها وحولا إليها فقال أبو بكر يا بنت رسول الله انما اتيناك ابتغاء مرضاتك واجتناب سخطك نسالك ان تغفري أو تصفحي عما كان منا اليك قالت لا اكلمكما من رأسي كلمة واحدة حتى القي أبي وأشكوكما إليه واشكوا صنعكما وما ارتكبتما مني قالا انا اتيناك معتذرين مبتغين مرضاتك فاغفري واصفحي عنا ولا تؤاخذينا بما كان منا فالتفتت الى علي وقالت اني لا اكلمهما من رأسي كلمة حتى اسألهما عن شئ سمعاه من رسول الله فان صدقاني رايت رايي
(١٤٣)