فاطمة والمفضلات من النساء - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ١٢٣
أما الشيعة فقد أجمعوا على تفضيل فاطمة الزهراء تفضيلا مطلقا ووافقهم على تفضيلها جمهور كبير من شيوخ أهل السنة وصرح به كثير من المحققين منهم. (1) والقائلون بتفضيل مريم على فاطمة (ع) أهم دليل يستدلون به هو تصريح القرآن المجيد باصطفائها على نساء العالمين، في قوله تعالى: " وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين " (2)

(١) راجع (تفسير الكاشف) لمغنية ج ٢ ص ٥٨ فيما نقله عن تفسير أبي حيان الأندلسي المسمى ب‍ (البحر المحيط) عن تفسيره (واصطفاك على نساء العالمين) والكلمة الغراء في تفضيل فاطمة الزهراء لشرف الدين ص ٢٤٠ - ٢٤١ المطبوع مع (الفصول المهمة) وراجع (البحار) ج ٤٣ ص ٣٨ حيث نقل عن السيد المرتضى قوله: ويعتمد على أنها أفضل نساء العالمين بإجماع الإمامية... الخ.
ونقل هذا الإجماع عن السيد المرتضى ابن شهر آشوب في (المناقب) ج 3 ص 324.
(2) راجع (مفاتيح الغيب) للفخر الرازي ج 2 ص 452 فإنه ممن أستدل بظاهر الآية على بتفضيل مريم. وكذلك العلامة البدخشي في كتابه (مفتاح النجا) ص 98 قال في ضمن فضل خديجة ما هذا لفظه: وأما فضلها على فاطمة (رض) فباعتبار الأمومة وإلا ففاطمة أفضل النساء مطلقا عند أكثر العلماء إلا مريم فإنها منصوص في الكتاب المبين بالاصطفاء على نساء العالمين.
نعم منصوص في الكتاب المبين على اصطفاء مريم على نساء العالمين ولكن المراد من هذا الاصطفاء هو اختيارها لولادة عيسى من غير فحل فراجع الأصل.
(١٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 117 118 119 120 122 123 124 125 126 127 128 ... » »»