عصر الظهور - الشيخ علي الكوراني العاملي - الصفحة ٣٦٧
" وأما مسألة المهدي فليعلم أن في خروجه أحاديث كثيرة صحيحة، قسم كبير منها له أسانيد صحيحة. وأنا مورد هنا أمثلة منها، ثم معقب ذلك بدفع شبهة الذين طعنوا فيها " ثم ذكر أمثلة منها ومن آراء العلماء بتواترها، ثم قال:
" هذا ثم إن السيد رشيد (رضا) أو غيره لم يتتبعوا ما ورد في المهدي من الأحاديث حديثا حديثا، ولا توسعوا في طلب ما لكل حديث منها من الأسانيد. ولو فعلوا لوجدوا منها ما تقوم به الحجة، حتى في الأمور الغيبية التي يزعم البعض أنها لا تثبت إلا بحديث متواتر. ومما يدلك على أن السيد رشيد رحمه الله ادعى أن أسانيد لا تخلو عن شيعي، مع أن الامر ليس كذلك على اطلاقه، فالأحاديث الأربعة التي ذكرتها ليس فيها رجل معروف بالتشيع. على أنه لو صحت هذه الدعوى لم يقدح ذلك في صحة الأحاديث، لان العبرة في الصحة إنما هو الصدق والضبط، وأما الخلاف المذهبي فلا يشترط في ذلك كما هو مقرر في مصطلح علم الحديث. ولهذا روى الشيخان في صحيحيهما لكثير من الشيعة وغيرهم من الفرق المخالفة، واحتجا بأحاديث هذا النوع.
وقد أعلها السيد بعلة أخرى وهي التعارض، وهذه علة مدفوعة لان التعارض شرطه التساوي في قوة الثبوت، وأما نصب التعارض بين قوي وضعيف فمما لا يسوغه عاقل منصف. والتعارض المزعوم من هذا القبيل.
".. وخلاصة القول أن عقيدة خروج المهدي عقيدة ثابتة متواترة عنه صلى الله عليه وآله يجب الايمان بها لأنها من أمور الغيب، والايمان بها من صفات المتقين كما قال تعالى " آلم. ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين. الذين يؤمنون بالغيب " وأن انكارها لا يصدر إلا عن جاهل أو مكابر. أسأل الله أن يتوفانا على الايمان بها، وبكل ما صح في الكتاب والسنة " المصدر ج 2 ص 288 - 391.
(٣٦٧)
مفاتيح البحث: الصدق (1)، الجهل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 362 363 364 365 366 367 368 369 370 371 372 ... » »»