وكل ما في الخلق لا يوجد في خالقه، وكل ما يمكن فيه يمتنع من صانعه، لا تجري عليه الحركة والسكون، و كيف يجري عليه ما هو اجراه، أو يعود اليه ما هو ابتداه، إذا لتفاوتت ذاته، ولتجزأ كنهه، ولامتنع من الأزل معناه، و لما كان للبارئ معنى غير المبروء، ولو حد له وراء إذا حد له امام، ولو التمس له التمام إذا لزمه النقصان.
كيف يستحق الأزل من لا يمتنع من الحدث، وكيف ينشئ الأشياء من لا يمتنع من الأشياء، إذا لقامت فيه اية المصنوع، ولتحول دليلا بعد ما كان مدلولا عليه.
ليس في محال القول حجة، ولا في المسألة عنه جواب، ولا في معناه له تعظيم، ولا في ابانته عن الخلق ضيم، الا بامتناع الأزلي ان يثنى، وما لا بدأ له ان يبدأ، لا اله الا الله العلي العظيم.
كذب العادلون بالله وضلوا ضلالا بعيدا، وخسروا خسرانا مبينا، وصلى الله على محمد النبي واله الطيبين الطاهرين.