زوجات النبي (ص) - سعيد أيوب - الصفحة ٢٠
أحداثها تشريع، وحجة الله تعالى هو القرآن الكريم. وعلى ضوء القرآن يتبين الباحث المنصف أن حركة الدعوة الإسلامية في عهد النبوة. كانت حركة قرآنية شكلا " وموضوعا ". ولقد وصف الله تعالى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم بأوصاف حميدة. وصفه بأنه رؤوف رحيم وأنه على خلق عظيم إلى غير ذلك. وبين القرآن أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مؤيد بالعصمة ومصون من الخطأ والغفلة في تلقي الوحي من الله وحفظه وتبليغه. وألزم القرآن الناس بأن يكون النبي صلى الله عليه وآله وسلم لهم أسوة حسنة.
وفي عهد البعثة كانت أجهزة الصد عن سبيل الله تعلم أن عصمة الرسول من حجج القرآن. وقد رسموا كثيرا " من الخطط لإبطال هذه الحجة وغيرها فخاب سعيهم ورد الله كيدهم إلى نحورهم. وعلى امتداد المسيرة كان المسلمون يعرضون أي رأي وأي حديث وأي عقيدة على القرآن الكريم. فإذا لم يروا ضوءا " قرآنيا " على هذه الدوائر. لم تلتفتوا إليها، وذلك لاعتقادهم الراسخ بأن كل رأي ديني لا بد أن ينتهي إلى القرآن.
ذلك الكتاب الذي لا يقبل النسخ والإبطال والتهذيب والتغيير. ولا يجد الباطل طريقه إليه. وبالجملة: إن حركة الدعوة وسيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا تقرأ إلا تحت هذا العنوان (عصمة الرسول) لأنها مركز للضوء القرآني.
ثم نعود إلى حيث بدأنا. وهو عدد أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وهو العدد الذي بالغ فيه البعض روى صاحب الميزان: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم تزوج بخمس عشرة امرأة، ودخل بثلاث عشرة امرأة منهن، وقبض عن تسع، فأما اللتان لم يدخل بهما: فعمرة وسبا، وأما الثلاث عشرة اللاتي دخل بهن. فأولهن: خديجة بنت خويلد. ثم سودة بنت زمعة. ثم أم سلمة واسمها هند بنت أبي أمية. ثم أم عبد الله
(٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 ... » »»
الفهرست