زوجات النبي (ص) - سعيد أيوب - الصفحة ١٥
وقال صاحب الميزان: وقوله تعالى (ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك) أي: ومن طلبتها من اللاتي عزلتها ولم تقبلها. فلا إثم عليك ولا لوم. أي: يجوز لك أن تضم إليك من عزلتها ورددتها من النساء اللاتي وهبن أنفسهن لك بعد العزل والرد، ويمكن أن يكون إشارة إلى أن له صلى الله عليه وآله وسلم أن يقسم بين نسائه. وأن يترك القسم فيؤخر من يشاء منهن ويقدم من يشاء. ويعزل بعضهن من القسم. فلا يقسم لها أو يبتغيها فيقسم لها بعد العزل. وهو أفقه لقوله بعده (ذلك أدنى أن تقر أعينهن..) الآية وذلك لسرور المتقدمة بما قسمت له. ورجاء المتأخرة أن تتقدم بعد وذكر ابن كثير في معنى الآية (ذلك أدنى أن تقر أعينهن ولا يحزن ويرضين بما آتيتهن) أي: إذا علمن أن الله قد وضع عنك الحرج في القسم فإن شئت قسمت وإن شنت لم تقسم. لا جناح عليك في أي ذلك فعلت. ثم مع هذا أن تقسم لهن اختيار منك لا أنه على سبيل الوجوب. فرحن بذلك واستبشرن به وحملن جميلتك في ذلك.
واعترفن بمنتك عليهن في قسمك لهن وإنصافك لهن وعدلك فيهن (1).
وقال صاحب الميزان: وقوله تعالى (لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن إلا ما ملكت يمينك) ظاهر الآية لو فرضت مستقلة في نفسها غير متصلة بما قبلها: تحريم النساء له صلى الله عليه وآله وسلم إلا من خير هن فاخترن الله. ونفي التبدل بهن يؤيد ذلك. لكن لو فرضت متصلة بما قبلها وهو قوله تعالى (إنا أحللنا لك) الآية. كان مدلولها تحريم ما عدا المعدودات. وفي بعض الروايات عن بعض أئمة أهل البيت إن المراد بالآية: محرمات النساء المعدودة في قوله تعالى من سورة النساء آية 23 (حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم) الآية، وقوله تعالى (ولا أن تبدل بهن من أزواج) أي: أن تطلق بعضهن

(1) المصدر السابق 501 / 3.
(١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 ... » »»
الفهرست