زوجات النبي (ص) - سعيد أيوب - الصفحة ١٧
لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. أما غير رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلا يصلح نكاح إلا بمهر، وكان تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم تعدد ترى حكمته عند النظر في حركة الدعوة. ويتأمل حركة المجتمع وحياة القبائل في عهد البعثة. نجد إن المخاطر قد أحاطت بالدعوة من كل اتجاه. وكان على الداعي صلى الله عليه وآله وسلم أن يأخذ بالأسباب لدفع لهذه العقبات.
ولقد اختلفوا في عدد زوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم. قال البعض: تزوج بخمس وعشرين امرأة وخطب خمس وعشرين. وقال البعض: تزوج خمس وعشرين امرأة. وكان في ملك يمينه إحدى وعشرين امرأة. وقال البعض: تزوج بخمس عشرة امرأة وقال البعض الآخر: تزوج بثلاث عشرة امرأة غير ما كان في ملك يمينه.
وهذا الاختلاف يعود أصله لعدم التدبر في السيرة وفي الأحاديث وفي حركة الدعوة عموما ". وعلى أكتاف اللاعلم واللاتدبر واللابصيرة صعد أعداء الدين واعترضوا على الإسلام بهذا وبغيره بعد أن أضافوا إلى ما تلقفوه إضافات جعلته أكثر تشوها ".
ومما لا يخفى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر برواية الحديث. لأنه يوضح متشابه القرآن ويبين مجمله ويخصص عامه ويفيد مطلقه. ويخبر بما يستقبل الناس من أحداث لكي يأخذوا بأسباب الحياة الكريمة. ومما لا يخفى أيضا " أن رواية الحديث بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم تسر المسار الطبيعي. ففي مرحلة ثم التضييق على الرواية وفي مرحلة منع الناس من تدوين العلم وردعوا عن جمع السنن والآثار وربما حظر عليهم الحديث عن رسول الله مطلقا ". وحبس أعلام الصحابة في المدينة لكيلا يذيعوا الأحاديث في الآفاق (1). ولا يخفى ما قد

(1) أنظر كتابنا / معالم الفتن، كتابنا / ابتلاءات الأمم.
(١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 ... » »»
الفهرست