حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ٢ - الصفحة ٢١٣
أصف من قوم هم نطق السكارى في أرحام القيان؟ وماذا يقال في أهل بيت منهم البغا، وفيهم راح التخنيث وغدا، وبهم عرف اللواط؟ كان إبراهيم ابن المهدي مغنيا، وكان المتوكل مؤنثا موضعا، وكان المعتز مخنثا، وكان ابن زبيدة معتوها مفركا وقتل المأمون أخاه، وقتل المنتصر أباه، وسم موسى ابن المهدي أمه، وسم المعتضد عمه ".
وعرض بعد هذا إلى مصائب الأمويين، ثم ختم كلامه بعيوب العباسيين قائلا:
" وهذه المثالب مع عظمها وكثرتها، ومع قبحها وشنعها، صغيرة وقليلة في جنب مثالب بني العباس الذين بنوا مدينة الجبارين، وفرقوا في الملاهي والمعاصي أموال المسلمين... " (1).
لا أكاد أعرف وثيقة سياسية جامعة مثل هذه الوثيقة فقد المت بأحوال ملوك العباسيين، وحكت سوء سياستهم، التي منها قسوتهم البالغة على السادة العلويين، وحرمانهم من جميع حقوقهم الطبيعية، حتى بلغت بها الضائقة إلى حد لا يطاق، في حين أن الأموال الطائلة كانت تنفق على الشهوات، وعلى العابثين والمغنين والماجنين وأهل البيت ومن يمت إليهم من شيعتهم، لا يجدون الرغيف ولا الستر، ولا غير ذلك من مستلزمات الحياة.
كما حكت هذه الوثيقة أمورا بالغة الأهمية والخطورة، ولا نحتاج إلى بيانها فهي واضحة في مدلولها.
مع الواقفية:
من الاحداث التي جرت في عصر الإمام الرضا (عليه السلام)، وأزعجته إلى حد بعيد هي انتشار مذهب (الواقفية) بين صفوف الشيعة، فقد ذهب القائلون بالوقف إلى أن الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) حي ولم يمت، ولا يموت، وانه رفع إلى السماء كما رفع المسيح بن مريم وانه هو القائم المنتظر الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا بعد ما ملئت ظلما وجورا، وزعموا أن الذي في سجن السندي بن شاهك ليس هو الإمام موسى (عليه السلام)، وانما شبه وخيل إلى الناس انه هو... ولا بد

(1) حياة الإمام الرضا (ص 100 - 106) نقلا عن رسائل الخوارزمي.
(٢١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 ... » »»
الفهرست