ال " 100 " مليون (1)، وإذا كان هذا حال الولاة، فكيف ترى كان حال الخلفاء، الذين كانوا يحقدون على كل القيم، والمثل، والكمالات الإنسانية،.. والذين وصف الكميت رأيهم في الناس، فقال:
رأيه فيهم كرأي ذوي الثلة في التائجات جنح الظلام.
جز ذي الصوف وانتقاء لذي المخة، نعقا ودعدعا بالبهام (2).
نعم.. لقد كانت الأمة قد اقتنعت اقتناعا كاملا ونهائيا: بأن بني أمية ليس لهم بعد حق في أن يفرضوا أنفسهم قادة للأمة، ولا روادا لمسيرتها، لأن نتيجة ذلك ستكون - حتما - هي جر الأمة إلى الهاوية.
حيث الدمار والفناء، فلفظتهم، وانقلبت عليهم، تأخذ منهم بعض الحقوق التي لها عندهم، إلى أن تمكنت أخيرا من أن تخلي منهم الديار، وتعفي منهم الآثار..
* * * وكان نجاح العباسيين طبيعيا..
ومن هنا نعرف: أن نجاح العباسيين في الاستيلاء على مقاليد الحكم -