حياة الإمام الرضا (ع) - السيد جعفر مرتضى - الصفحة ١٦٥
بنو هاشم، وزبيدة، وأموالها.. " (1). وتقدم أيضا قوله له: إن أهل بيته وبني أبيه، والعرب معادون له.
والرشيد أيضا كان في قلق:
بل لقد صرح الرشيد نفسه بأنه كان يخشى من الأمين على المأمون، فإنه قال لزبيدة، عندما عاتبته على إعطائه الكراع والسلاح للمأمون:
" إنا نتخوف ابنك على عبد الله، ولا نتخوف عبد الله على ابنك إن بويع. " (2).
هذا بالإضافة إلى تصريحات الرشيد السابقة، والتي لا نرى حاجة إلى إعادتها.
ولقد قال الرشيد، عندما بلغه ما يتهدد به محمد الأمين:
محمد لا تظلم أخاك فإنه * عليك يعود البغي إن كنت باغيا ولا تعجلن الدهر فيه فإنه * إذا مال بالأقوام لم يبق باقيا (3) ومهما يكن من أمر، فإن الحقيقة التي لا يمكن الجدال فيها، هي أن الرشيد كان في قضية ولاية العهد مغلوبا على أمره، من مختلف الجهات.
وكان يشعر أن ما أبرمه سوف يكون عرضة للانتقاض بين لحظة وأخرى، وكم كان يؤلمه شعوره هذا، ويحز في نفسه.. حتى لقد ترجم مشاعره هذه شعرا فقال:

(١) تاريخ ابن خلدون ج ٣ ص ٢٢٩، والنجوم الزاهرة ج ٢ ص ١٠٢، والكامل لابن الأثير، طبعة ثالثة ج ٥ ص ١٢٧، والوزراء والكتاب ص ٢٦٦.
(٢) مروج الذهب ج ٣ ص ٣٥٣. ولعله إنما فعل ذلك أيضا، من أجل أن يطيب خاطر المأمون، ويذهب ما في نفسه - وهو الأفضل، والأكبر سنا من أخيه - من غل وحقد وضغينة..
(٣) ابن بدرون في شرح قصيدة ابن عبدون ص ٢٤٥، وفوات الوفيات ج 2 ص 269.
(١٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 ... » »»
الفهرست