وبعد:
فأما علمه، وورعه وتقواه:
فذلك مما اتفق عليه المؤرخون أجمع، يعلم ذلك بأدنى مراجعة للكتب التاريخية، ويكفي هنا أن نذكر أن نفس المأمون قد اعترف بذلك، أكثر من مرة، وفي أكثر من مناسبة. بل في كلامه: أن الرضا (ع) أعلم أهل الأرض، وأعبدهم. ولقد قال لرجاء بن أبي الضحاك:
". بلى يا ابن أبي الضحاك، هذا خير أهل الأرض، وأعلمهم، وأعبدهم. " (1).
وقد قال أيضا للعباسيين، عندما جمعهم، في سنة 200 ه. وهم أكثر من ثلاثة وثلاثين ألفا (2):
" إنه نظر في ولد العباس، وولد علي رضي الله عنهم، فلم يجد أحدا أفضل، ولا أورع، ولا أدين، ولا أصلح. ولا أحق بهذا الأمر من علي بن موسى الرضا (3).