حقوق آل البيت (ع) في الكتاب والسنة باتفاق الأمة - الشيخ محمد حسين الحاج - الصفحة ٣٣
(إن جميع الذنوب لها أربعة أوجه ولا خامس لها:
الحرص الحسد الغضب الشهوة. وهذه الصفات كلها منفية عن الإمام عليه السلام فلا يجوز ان يكون حريصا على هذه الدنيا وهي تحت خاتمه فهو خازن أموال المسلمين فعلى ماذا يحرص؟! ولا يجوز ان يكون حسودا لان الانسان انما يحسد من فوقه وليس فوقه أحد فكيف يحسد من دونه ولا يجوز أن يغضب لشئ من أمور الدنيا الا ان يكون غضبه لله عز وجل قد فرض عليه إقامة حدوده ولا يجوز ان يتبع الشهوات ويؤثر الدنيا على الآخرة لان الله حبب إليه الآخرة كما حبب إلينا الدنيا فهو ينظر إلى الآخرة كما ننظر إلى الدنيا. فهل رأيت أحدا ترك وجها حسنا لوجه قبيح وطعاما طيبا لطعام مر وثيابا لينة لثوب خشن ونعمة دانية باقية لدنيا (زائلة فانية) (1).
وأثبت العلامة الحلي خمسة أدلة في ذلك أيضا وهي:
1 - ان الامام لو لم يكن معصوما لزم التسلسل.
2 - ان الإمام عليه السلام حافظ للشرع فيجب ان يكون معصوما.
3 - انه لو وقع منه الخطأ لوجب الانكار عليه وذلك يضاد أمر الطاعة له بقوله تعالى: (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم) كما سيأتي بيان الآية.
4 - لو وقع منه العصمة لزم نقض الغرض من نصب الإمام.
5 - انه لو وقع منه المعصية لزم أن يكون أقل درجة من العوام لان

(1) عقيدة الشيعة ص 317.
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 37 39 40 ... » »»