حقوق آل البيت (ع) في الكتاب والسنة باتفاق الأمة - الشيخ محمد حسين الحاج - الصفحة ١١٩
عندما طلب منه المأمون ان يؤدي صلاة العيد.
بعث المأمون له يسأله: ان يصلي بالناس صلاة العيد ويخطب لتطمئن قلوب الناس ويعرفوا فضله وتقر قلوبهم على هذه الدولة فبعث إليه الإمام عليه السلام وقال: قد علمت ما كان بيني وبينك من الشرط في دخولي في هذا الامر فاعفني من الصلاة بالناس.
فقال المأمون: انما أريد بهذا ان يرسخ في قلوب العامة والجند والشاكرية هذا الامر فتطمئن قلوبهم ويقروا بما فضلك الله تعالى به.
ولم يزل يراده الكلام في ذلك.
فلما ألح عليه قال: يا أمير المؤمنين إن أعفيتني من ذلك فهو أحب إلي وان لم تعفني خرجت كما كان يخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وكما خرج أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.
قال المأمون: اخرج كيف شئت.
وأمر المأمون القواد والحجاب والناس ان يبكروا إلى باب أبي الحسن عليه السلام فقعد الناس لأبي الحسن عليه السلام في الطرقات والسطوح من الرجال والنساء والصبيان وصار جميع القواد والجند إلى بابه عليه السلام فوقفوا على دوابهم حتى طلعت الشمس.
فلما طلعت الشمس قال الإمام عليه السلام فاغتسل وتعمم بعمامة بيضاء من قطن والقى طرفا منها على صدره وطرفا على كتفه ومس شيئا من الطيب وتشمر ثم قال لجميع مواليه: افعلوا مثل ما فعلت.
ثم اخذ بيده عكازة وخرج ونحن بين يديه وهو حاف قد شمر
(١١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 125 ... » »»