وانصرف واجدا باكيا حزينا.
فقال رسول الله: " لم أؤمر بذلك سدوا أبواب المسجد الا باب علي " (1).
وقريب منه عن بريدة الأسلمي الا ان فيه:
فقال رجل: دع لي كوة تكون في المسجد فأبى، وترك باب علي مفتوحا فكان يدخل ويخرج منه وهو جنب (2).
وعن عمرو بن سهل: قال له رجل من أصحابه: يا رسول الله دع لي كوة انظر إليك فيها حين تغدو وحين تروح؟
فقال: " لا والله ولا مثل ثقب الإبرة " (3).
وعن علي عليه السلام: "... فقال عمر: فأذن لي في خوخة أنظر إليك منها!
فقال: " قد أبى الله ذلك ".
فقال: فمقدار ما أضع عليه وجهي؟
قال: " قد أبى الله ذلك ".
فقال: فمقدار ما أضع عليه عيني.
قال: " قد أبى الله ذلك، ولو قلت قدر طرف إبرة لم آذن لك، والذي نفسي بيده ما أنا أخرجتكم ولا أدخلتهم ولكن الله أدخلهم وأخرجكم.
ثم قال: لا ينبغي لاحد يؤمن بالله واليوم الآخر يبيت في هذا المسجد جنبا الا لمحمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والمنتجبون من آلهم الطيبون من أولادهم " (4).
واخرج ابن مردويه عن أبي الحمراء وحبة العرني قالا: امر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ان تسد الأبواب التي في المسجد فشق عليهم، قال حبة: اني لأنظر إلى حمزة بن عبد المطلب وهو تحت قطيفة حمراء وعيناه تذرفان وهو يقول: أخرجت عمك وأبا بكر وعمر والعباس وأسكنت ابن عمك.