النص على أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١١٩
الأقوال في تفضيل علي (عليه السلام) على الأمة * الدليل الثاني:
أقوال العلماء في تفضيل علي (عليه السلام) على الأمة:
قال أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ:... أجمع الفريقان على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب انه كان أكثر طعنا وضربا وأشد قتالا وأذب عن دين الله ورسوله فثبت بما ذكرنا من اجماع الفريقين ودلالة الكتاب والسنة ان عليا أفضل.
وقال: فدل كتاب الله وسنة نبيه (صلى الله عليه وسلم) والاجماع ان أفضل الأمة بعد نبيها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب لأنه إذا كان أكثرهم جهادا كان أتقاهم، وإذا كان اتقاهم كان أخشاهم، وإذا كان أخشاهم كان أعلمهم، وإذا كان أعلمهم كان أدل على العدل، وإذا كان أدل على العدل كان اهدى الأمة إلى الحق، وإذا كان اهدى كان أولى ان يكون متبوعا وأن يكون حاكما لا تابعا ومحكوما عليه...
ثم قال:... * (يرفع الله الذين آمنوا منكم واتوا العلم درجات) * (1).
قيل قد دلت هذه الآية على أن الله تعالى قد اختار العلماء وفضلهم ورفعهم درجات.
وقد أجمعت الأمة على أن العلماء من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الذين يؤخذ عنهم العلم كانوا أربعة: علي بن أبي طالب (عليه السلام) وعبد الله بن العباس وابن مسعود وزيد بن ثابت رضي الله عنهم، وقال طائفة عمر بن الخطاب، فسألنا الأمة من أولى الناس بالتقديم إذا حضرت الصلاة؟
فقالوا: ان النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: " يؤم بالقوم أقرؤهم " ثم اجمعوا ان الأربعة كانوا أقرأ لكتاب الله من عمر، فسقط عمر.
ثم سألنا الأمة هؤلاء الأربعة أقرأ لكتاب الله وافقه لدينه؟
فاختلفوا فوقفنا حتى نعلم.
ثم سألناهم أيهم أولى بالإمامة فأجمعوا على أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: " الأئمة من قريش " فسقط ابن مسعود وزيد بن ثابت، وبقي علي بن أبي طالب وابن عباس.

(١١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 ... » »»