الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب - السيد فخار بن معد - الصفحة ١٧١
- رأى طلحة في الخيل يوم الجمل فقال: هذا أعان على عثمان فرماه بسهم في ركبته فما زال الدم يسيح منه حتى مات) وروى ابن حجر أيضا " في (الإصابة: ٥٢٧ / ١) (روى أبو يعلى من طريق أبي جرو المازني، قال: شهدت عليا " والزبير توافيا يوم الجمل فقال له علي: أنشدك الله أسمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: إنك تقاتل عليا " وأنت ظالم له؟ قال: نعم ولم أذكر ذلك إلى الان فانصرف).
وانتهت الخلافة إلى معاوية عام ٤١ بعد صلحالإمام الحسن عليه السلام، وجهر بالعداء لعلي عليه السلام ومحاربة اتباعه بأسلوب تقشعر له الأبدان. قال ابن أبي الحديد في (شرح النهج ١٥ - ١٦ / ٣) (ان معاوية أعلن صريحا " ان برئت الذمة من روى شيئا " من فضل أبي تراب وأهل بيته، فقامت الخطباء في كل كورة، وعلى كل منبر يلعنون عليا "، ويبرؤون منه ويقعون فيه وفي أهل بيته، وكتب إلى عماله في جميع الآفاق الا يجيزوا لأحد من شيعة علي وأهل بيته شهادة) ثم قال ابن أبي الحديد:
(ودعا الناس إلى الرواية في فضائل الصحابة والخلفاء الأولين، وقال: ولا تتركوا خبرا " يرويه أحد من المسلمين في أبي تراب الا وأتوني بمناقض له في الصحابة مفتعلة، فان هذا أحب إلي، وأقر لعيني، وادحض لحجة أبي تراب وشيعته).
قال عبد بن أحمد بن حنبل: (سألت أبي عن علي وعن معاوية؟ فقال: اعلم أن عليا " كان كثير الأعداء ففتش له أعداؤه عيبا فلم يجدوا فجاؤوا إلى رجل قد حاربه وقاتله فأطروه كيدا " منهم لعلي) (تاريخ الخلفاء للسيوطي: ١١٣).
ولقد تفنن معاوية في استيجار الناس للسير في ركابه وبغيته، حتى كلف قوما " ان يرووا فيه فضائل فروى أبو هريرة مرفوعا ": (الامناء عند الله ثلاثة: انا وجبريل ومعاوية) كذبه: الذهبي، والخطيب، وابن كثير، والسيوطي والنسائي، وابن حبان، وابن عدي، وابن الجوزي، وأبو علي النيسابوري. راجع (الغدير:
٣٠٦ / ٥ عن مصادر التكذيب).
وعن واثلة مرفوعا ": (ان الله ائتمن على وحيه جبريل وانا معاوية، وكاد ان يبعث معاوية نبيا " من كثرة علمه وائتمانه على كلام ربي، يغفر الله لمعاوية ذنوبه ووقاه حسابه، وعلمه كتابه. وجعله هاديا " مهديا وهدى به) أخرجه ابن عساكر عن رجل مجهول، قال الحاكم: سئل أحمد بن عمر الدمشقي وكان عالما " بحديث الشام عن هذا الحديث فأنكره جدا ". راجع (الغدير: ٣٠٨ / ٥).
وهكذا ذهب المأجورون إلى تلفيق الأحاديث، ودونك كتاب ابن حجر الهيتمي، تطهير الجنان واللسان) فقد كدس الكثير من هذه الروايات الموضوعة للدفاع عن سيده ابن آكلة الأكباد، وقد أفرد شيخنا الأميني بحثا " كبيرا " في تزييف هذه الأحاديث من طرق العامة والمصادر الموثوقة. راجع (الغدير ٧١ - ١٠٣ / ١١) وقال ابن حجر في (لسان الميزان: ٣٧٤ / ١) في ترجمة إسحاق بن محمد بن إسحاق السوسي: (ذاك الجاهل الذي اتى بالموضوعات السمجة في فضائل معاوية رواها عبيد الله بن محمد بن أحمد السقطي عنه فهو المتهم بها، أو شيوخه المجهولون).
(وقال الحاكم: سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب بن يوسف يقول: سمعت أبي يقول: لا يصح في فضل معاوية حديث)) عن (فتح الباري: ٨٣ / ٧ واللئالي المصنوعة: ٢٢٠ / ١) وجاء في (منهاج كنوز السنة: ٢٠٧ / ٢) ان (طائفة وضعوا لمعاوية فضائل، ورووا أحاديث عن النبي (ص) في ذلك كلها كذب) وروى ابن كثير في (البداية والنهاية: ١٢٤ / ١١) (ان الحافظ النسائي صاحب السنن دخل إلى دمشق، فسأله أهلها ان يحدثهم بشئ من فضايل معاوية فقال: اما يكفي معاوية ان يذهب رأسا براس حتى يروي له فضائل فقاموا إليه فجعلوا يطعنونه في خصيتيه حتى اخرج من المسجد الجامع، فقال أخرجوني إلى مكة فأخرجوه وهو عليل فتوفى بمكة مقتولا " شهيدا ") وراجع (العتب الجميل: ٣٥).
وروى انس مرفوعا ": (انا مدينة العلم وعلي بابها، ومعاوية حلقتها). قال شيخنا الأميني في (الغدير: ٩٥ / ١١) (زيفه صاحب المقاصد، وابن حجر في الفتاوى الحديثية ص ١٩٧، والعجلوني في كشف الخفاء: ٤٦ / ١). وسئل عبادة الصامت (الصحابي المعروف) عن علم معاوية، فقال: (إن أمه هند اعلم منه) عن (تاريخ ابن عساكر: ٢١٠ / ٧). مات في دمشق عام ٦٠ ه ومثالبه أكثر من أن تحصى. ومهما حاول المرتزقة ان يوصلوه إلى مجد علي عليه السلام فهيهات ان يدرك الشمس. واختم تعليقي عن معاوية ببيتين من قصيدة المرحوم الحجة الشيخ عبد الحميد السماوي الشهيرة: فهذا علي والأهازيج باسمه * تشق الفضا النائي فهاتوا معاويا أعيدوا ابن هند ان وجدتم رفاته * رفاتا " والا فانشروها مخازيا ولزيادة الاطلاع على مخازي معاوية وموقفه من علي عليه السلام وآله. راجع كتاب (النصائح الكافية لمن يتولى معاوية) لمحمد بن عقيل العلوي.