الأئمة الإثني عشر - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ١٩١
ولكن المؤسف أن أهل السنة والجماعة لم يعتمدوا في تفسير كتاب الله العزيز على أقوال أئمة أهل البيت وهم قرناء القرآن وأعداله والثقل الآخر من الثقلين، وإنما استعانوا في تفسيره بأناس لا يبلغون شأوهم ولا يشقون غبارهم، نظراء مجاهد بن جبر (المتوفى عام 104 هجري)، وعكرمة البربري (المتوفى عام 104 هجري)، وطاووس بن كيسان اليماني (المتوفى عام 106 هجري)، وعطاء بن أبي رباح (المتوفى عام 114 هجري)، ومحمد بن كعب القرظي (المتوفى عام 118 هجري)، إلى غير ذلك من أناس لا يبلغون في الوثاقة والمكانة العلمية معشار ما عليه أئمة أهل البيت - صلوات الله عليهم -...
فالاسلام عقيدة وشريعة، والنجاة عن الضلال - حسب مفاد حديث الثقلين هو الرجوع إليهما وأما غيرهما فإن رجع إليهما فنعم المطلوب وإلا فلا قيمة له - أما الصحابة والتابعون، فلا يعتد برأيهم إلا إذا كان مأخوذا عن كتابه سبحانه أو سنة نبيه، وليس حديث أئمة أهل البيت إلا إشراقا خالدا لحديث جدهم الأكرم وسنته.
الإمام الثاني عشر: الإمام المهدي ابن الحسن بن علي - عليهم السلام - المنتظر هو أبو القاسم محمد بن الحسن العسكري الحجة، الخلف الصالح، ولد - عليه السلام - بسر من رأى ليلة النصف من شعبان، سنة خمس وخمسين ومائتين، وله من العمر عند وفاة أبيه خمس سنين، آتاه الله الحكم صبيا كما حدث ليحيى، حيث قال سبحانه: {يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا} (1)، وجعله إماما وهو طفل، كما جعل المسيح نبيا وهو رضيع قال سبحانه عن لسانه وهو يخاطب قومه: {إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا} (2).

(1) مريم / 12.
(2) مريم / 30.
(١٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 ... » »»