الأئمة الإثني عشر - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ١٩٥
وتشهد الأمة بعد ظهوره - عليه السلام - عصرا ذهبيا لا يبقى فيه على الأرض بيت إلا ودخلته كلمة الإسلام، ولا تبقى قرية إلا وينادى فيها بشهادة لا إله ألا الله بكرة وعشيا.
أقول: لقد تواترت النصوص الصحيحة والأخبار المروية من طريق أهل السنة والشيعة المؤكدة على إمامة أهل البيت - عليهم السلام -، والمشيرة صراحة إلى أن عددهم كعدد نقباء بني إسرائيل، وأن آخر هؤلاء الأئمة هو الذي يملأ الأرض - في عهده - عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا، وأن أحاديث الإمام الثاني عشر الموسوم بالمهدي المنتظر قد رواها جملة من محدثي السنة في صحاحهم المختلفة كأمثال الترمذي (المتوفى عام 297 هجري)، وأبي داود (المتوفى عام 275 هجري)، وابن ماجة (المتوفى عام 275 هجري) وغيرهم، حيث أسندوا رواياتهم هذه إلى جملة من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته، أمثال علي بن أبي طالب - عليه السلام -، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وأم سلمة زوجة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، وأبي سعيد الخدري، وأبي هريرة وغيرهم:
1 - روى الإمام أحمد في مسنده عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لو لم يبق من الدهر إلا يوم واحد لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملأها عدلا كما ملئت جورا (1).

(1) مسند أحمد 1 / 99، 3 / 17 - 70.
(١٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 ... » »»