مع المصطفى - الدكتورة بنت الشاطئ - الصفحة ٩٨
مفتريات، وإنه لبشر مثلهم؟ بهذا تحدتهم آية هود:
(أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله ان كنتم صادقين * فان لم يستجيبوا لكم فاعلموا انما أنزل بعلم الله وأن لا إله إلا هو فهل أنتم مسلمون *) بل لماذا وقد زعموا أنه تقوله، لا يتقولون مثل هذا الكتاب العربي المبين، والعربية لغتهم والبيان طوع ألسنتهم؟ وإنه ليتحداهم، بآية الطور، أن يفعلوا:
(فذكر فما أنت بنعمت ربك بكاهن ولا مجنون * أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون * قل تربصوا فإني معكم من المتربصين * أم تأمرهم أحلامهم بهذا، أم هم قوم طاغون * أم يقولون تقوله، بل لا يؤمنون * فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين *.) ولقد كان فيهم كهان يتسلطون عليهم بسحر السجع، وخطباء بلغاء وشعراء فحول، زعموا أن لهم توابع من الجن. وأعياهم مع ذلك أن يأتوا بسورة من مثل هذا القرآن، كانت تعفيهم، لو استطاعوا مجتمعين أن يأتوا بها، من مثل ذلك الجدل العقيم، والمفاوضات والمساومات، والمحاولات المضنية لصرف العرب عن سماع القرآن، والتسلط على المسلمين بالأذى والاضطهاد.
وتعفيهم مما كانوا يكرهون من تسفيه آبائهم وسب آلهتهم، ومما
(٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 ... » »»
الفهرست