بعد ذلك: أدعوني بالشقية. وقد ماتت كمدا، ولم يكن ليقعد بها حبها للرسول وإيثارها لها عن أن تنقاد لطموحها وقد أخرج بن سعد في طبقاته عن عائشة أنها قالت: ما غرت على امرأة إلا دون ما غرت على مارية، ومارية هذه بعث بها المقوقس صاحب الإسكندرية إلى رسول الله في سنة سبع من الهجرة ومعها أختها وألف مثقال ذهبا وعشرين ثوبا لينا وبغلته الدلدل وحماره غفير ومعهم خصي يقال له مابور وهو شيخ كبير. وقد بعث بهم جميعا مع الحاطب بن أبي بلتعة. وقد عرض الحاطب بن أبي بلتعة على مارية الإسلام ورغبها فيه فأسلمت هي وأختها ثم تزوجها رسول الله فولدت له إبراهيم، وكان معجبا بها وقد كانت بيضاء جعدة جميلة وقد وهب رسول الله لمن بشره بولادة إبراهيم عبدا.
وقد حدثت السيدة عائشة قالت: لما ولد إبراهيم جاء به رسول الله إلي فقال: أنظري إلى شبهه بي. قلت: ما أرى من شبه. فقال رسول الله (ص): ألا ترين إلى بياضه ولحمه؟
فقلت: كل من سقي ألبان الضأن ابيض وسمن. هذا كان شعور السيدة عائشة تجاه مارية حينما أحست أنها أخذت تحتل مكانة في قلب النبي صلوات الله عليه. وهكذا كان شعورها تجاه ابن رسول