المرأة مع النبي (ص) في حياته وشريعته - الشهيدة بنت الهدى - الصفحة ٦٢
إليه أمرا ويلحق أبو العاص بأهله فتستقبله زينب فرحانة فخورة وهي تأمل أن يكون قد أسلم واهتدى إلى الحق، ولكنها تراه ليس كما تعهد فقد بدا وهو مثقل بالهموم والأحزان ويقول لها والعبرات تكاد تسبق كلماته: لقد أتيت مودعا يا زينب فقد أمرني رسول الله أن أبعث بك إليه فلا تبهت زينب لهذا الخبر ولا تستغربه مطلقا فهي كانت تعلم أن رسول الله لن يبقيها مع أبي العاص إذا يئس من إسلامه. ثم إنها مشوقة إلى رسول الله وإلى أخواتها الحبيبات. ولكنها ستشقى بفراق أبي العاص، وسوف تألم للبعد عنه، وسوف يشق عليها أيضا أن ترى ابنتها امامة وهي كاليتيمة بين لداتها. وعلى كل فقد أخذت تتهيأ للسفر إلى حيث الإسلام والأحباء. وسافرت بعد حصار شديد فرضته عليها قريش انتقاما وتنكيلا، وخلفت وراءها أبا العاص وهي أشفق ما تكون عليه، ولم تشغلها فرحة لقاء الأحبة عن أبي أمامة فقد كانت تدعو الله دائما وأبدا أن يهديه للإسلام.
ويخرج أبو العاص في تجارة وتتعرض له قوات المسلمين في الطريق فيفر هاربا ويلتجئ إلى زينب فتحميه وترد عنه غضب المسلمين، وتعود فتدعوه إلى الإسلام لكنه يسكت فلا يجيب، ويطلب إليها أن ترد
(٦٢)
مفاتيح البحث: التجارة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 ... » »»