المرأة مع النبي (ص) في حياته وشريعته - الشهيدة بنت الهدى - الصفحة ٦٦
على قلب زوجها فلا ترضى أن يشاركها فيه أحد. وقد روي عنها أنها قالت: استأذنت هالة بنت خويلد على رسول الله (ص) فعرف في استئذانها استئذان خديجة فارتاع لذلك وقال:
اللهم هالة. قالت فغرت. وقلت ما تذكر من عجوز من عجايز قريش حمراء الشدقين هلكت في الدهر وقد أبدلك الله خيرا منها؟ فتغير وجهه تغيرا ما كنت أراه إلا عند نزول الوحي أو عند المخيلة ينزل أرحمة هو أم عذاب؟ وقال: ما أبدلني الله خيرا منها قد آمنت بي إذ كفر الناس وصدقتني إذ كذبني الناس وواستني بمالها إذ حرمني الناس ورزقني الله عز وجل منها الولد إذ حرمني من أولاد النساء. وكانت حريصة أيضا على أن لا تدخل في حياة النبي امرأة تفوقها جمالا أو تزيد عنها في إحدى الخصال. فالتاريخ يروي أن رسول الله (ص) لما أراد أن يخطب إليه أسماء بنت النعمان، وكانت من أجمل أهل زمانها، قالت السيدة عائشة: أن رسول الله (ص) قد وضع يده في الغرائب ويوشكن أن يصرفن وجهه عنا. وذهبت إليها وقالت، إن أردت أن تحظي عند رسول الله فتعوذي بالله منه فلما دخل عليها رسول الله قالت أعوذ بالله منك. فقال: عذت معاذا ثم خرج وألحقها بأهلها. وكانت تقول
(٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 74 ... » »»