الطبعة الأولى عام 1397 ه / 1977 م، كما نشر في العام نفسه من قبل دار التعارف للمطبوعات - بيروت. ولكن كلتا الطبعتين لم تكونا وافيتين بالغرض، إذ لم تعتنيا بالتحقيق والتدقيق، ولم تهتما بتخريج الأحاديث وتوثيق النصوص، فضلا عن كثرة الأخطاء المطبعة، على أن طبعة القاهرة قد حظيت ببعض التعليقات النافعة بقلم السيد الرفاعي، وكانت أحسن ضبطا، وأقل أخطاء. هذا مع اختلاف الطبعتين في العنوان، فبينما صدرت طبعة القاهرة بعنوان: " التشيع ظاهرة طبيعية في اطار الدعوة الاسلامية ". نجد أن الطبعة البيروتية صدرت بعنوان:
" بحث حول الولاية ".
من هنا مست الحاجة إلى أن ينال هذا البحث ما يستحقه من عناية التحقيق والتدقيق والتعليق. وقد جهدت كل الجهد أن أضبط العبارة مستفيدا من الطبعات المذكورة، مراعيا التصحيحات اللازمة، أما العنوان فقد استأنست برأي سماحة آية الله السيد محمود الهاشمي الذي أشار علي أن يكون العنوان: " نشأة التشيع والشيعة ". فكان هو العنوان الأنسب.
وأخيرا فقد رأيت أن الحق بهذا البحث الأصيل للشهيد الصدر (رضي الله عنه) دراسة علمية أترسم فيها المنهج الرصين نفسه، أعالج فيها أمرا نبهه إليه الشهيد الصدر (رضي الله عنه) ولكنه لم يبسط القول فيه - اعتمادا على ما يظهر - على أنه مما تضافر على نقله الرواة وتداولته كتب السيرة، وذلك هو: الاعداد الفكري والتربوي لامامة علي (عليه السلام)، وخلافته.