الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ٣ - الصفحة ٢٠٥
(أقول): قد ظهر من هذا أراد أمير المؤمنين عليه السلام في الخطبة اللؤلؤة في الإشارة إلى خلفاء بني العباس بقوله: فيهم السفاح والمقلاص، والخطبة كما في البحار التاسع عن كفاية الأثر (ص 157) باسناده عن إبراهيم الخمي عن علقمة بن قيس قال: خطبنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب على منبر الكوفة خطبة اللؤلؤة فقال فيما قال في آخرها: الأواني ظاعن عن قريب ومنطلق إلى المغيب فارتقبوا الفتنة الأموية والمملكة الكسروية، وإمامة ما احياء الله، وإحياء ما أماته الله، واتخذوا صوامعكم بيوتكم، وعضوا على مثال جمر الغضا، واذكروا الله كثيرا، فذكره أكبر لو كنتم تعلمون، ثم قال: وتبنى مدينة يقال لها الزوراء، إلى قوله: وتوالت عليها ملوك بني الشيصبان أربعة وعشرون ملكا على عدد سني الملك فيهم: السفاح والمقلاص والجموح والهذوع، والمظفر والمؤنت.. الخ.
(المقنع الخراساني) اسمه عطا، وقيل الحكم، كان في مبدأ امره قصارا من أهل مرو، وكان يعرف شيئا من السحر والنيرنجات، فادعى الربوبية.
قال ابن الطقطقي: كان هذا المقنع رجلا أعورا قصيرا من أهل مرو، وكان قد عمل وجها من ذهب وركبه على وجهه لئلا يرى وجهه، وادعى الألوهية وكان يقول: ان الله خلق آدم فتحول في صورته ثم في صورة نوح، وهكذا هلم جرا إلى أبى مسلم الخراساني وسمى نفسه هاشما.
وكان يقول بالتناسخ وبايعه خلق من ضلال الناس، وكانوا يسجدون إلى ناحية أين كانوا من البلاد، وكانوا يقولون في الحرب: يا هاشم أعنا واجتمع إليه خلق كثير، فأرسل المهدي إليه جيشا فاعتصم منهم بقلعة هناك فحاصروه، فطلب أكثر أصحابه الأمان وبقي معه نفر يسير فأضرم نارا عظيمة
(٢٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 ... » »»