الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ٢ - الصفحة ٤٤٧
هؤلاء حفاظ الدين وأمناء أبى على حلال الله وحرامه وهم السابقون إلينا في الدنيا والسابقون إلينا في الآخرة.
وروي عن ابن أبي يعفور قال قلت لأبي عبد الله " عليه السلام " انه ليس بكل ساعة ألقاك ولا يمكنني القدوم ويجيئ الرجل من أصحابنا ويسألني وليس عندي كلما يسألني عنه قال فما يمنعك عن محمد بن مسلم الثقفي فإنه قد سمع من أبى وكان عنده مرضيا وجيها وعن جرير عن محمد بن مسلم قال ما شجر في رأيي شئ قط إلا سألت عنه أبا جعفر " عليه السلام " حتى سألته عن ثلاثين ألف حديث وسألت أبا عبد الله عليه السلام عن ست عشر ألف حديث (كش) عن الطيالسي قال كان محمد بن مسلم من أهل الكوفة يدخل على أبى جعفر " عليه السلام " فقال أبو جعفر بشر المخبتين وكان محمد بن مسلم رجلا موسرا جليل فقال أبو جعفر " عليه السلام " تواضع فاخذ قوصرة تمر فوضعها على باب المسجد وجعل يبيع التمر فجاء قومه فقالوا فضحتنا فقال امرني مولاي بشئ فلا أبرح حتى أبيع هذه القوصرة فقالوا أما إذا أبيت إلا هذا فاقعد في الطحانين ثم سلموا إليه رحى فقعد على بابه وجعل يطحن.
(الطحاوي) أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الأزدي الطحاوي الفقيه الحنفي كان ابن أخت المزني النحوي وكان شافعيا يقرأ على المزني وكان يكتب في كتب أبي حنيفة فقال له المزني يوما والله لا جاء منك شئ فغضب واختار مذهب أبي حنيفة فانتقل إلى أبى جعفر بن أبي عمران الحنفي فاشتغل عليه له كتاب احكام القرآن واختلاف العلماء وتاريخ كبير، توفي بمصر سنة 321 (شكا) والطحاوي نسبة إلى طحا كدحا قرية بصعيد مصر وعن لب الألباب للسيوطي قال إنه ليس من طحابل من طحطوحة قرية بقرب طحا (والأزدي) نسبة إلى الأزد كأرض قبيلة كبيرة مشهورة من قبائل اليمن وروى في مدحهم عن أمير المؤمنين " عليه السلام " هذه الاشعار:
الأزد سيفي على الأعداء كلهم * وسيف احمد من دانت له العرب
(٤٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 442 443 444 445 446 447 448 449 450 451 452 ... » »»