الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ٢ - الصفحة ٣١٥
يحب مسامرة الرجال مثل السفاح وكان كثيرا ما يقول إنما العجب ممن يترك ان يزداد علما ويختار ان يزداد جهلا فقال له أبو بكر الهذلي ما تأويل هذا الكلام؟ قال: يترك مجالسة مثلك وأمثال أصحابك ويدخل إلى امرأته وجاريته فلا يزال يسمع سخفا ويروى نقصا، أقول ذكره ابن الطقطقي في الفخري وقال:
كان كريما حليما وقورا عاقلا كثير الحياء حسن الأخلاق ولما بويع واستوسق له الامر تتبع بقايا بني أمية ورجالهم فوضع السيف فيهم وفى بعض أيامه كان جالسا في مجلس الخلافة وعنده سليمان بن هشام بن عبد الملك وقد أكرمه السفاح فدخل عليه سديف الشاعر فأنشده:
لا يغرنك ما ترى من رجال * ان تحت الضلوع داءا دويا فضع السيف وارفع السوط حتى * لا ترى فوق ظهرها أمويا فالتفت سليمان فقال: قتلتني يا شيخ. ودخل السفاح واخذ سليمان فقتل ودخل عليه شاعر آخر وقد قدم الطعام وعنده نحو سبعين رجلا من بنى أمية فأنشده:
أصبح الملك ثابت الأساس * بالبهاليل من بنى العباس طلبوا وتر هاشم فشفوها * بعد ميل من الزمان وياس لا تقيلن عبد شمس عثارا * وأقطعن كل رقلة وغراس أنزلوها بحيث أنزلها الله * بدار الهوان والاتعاس واذكروا مصرع الحسين وزيد * وقتيلا بجانب المهراس والقتيل الذي بحران اضحى * ثاويا بين غربة وتناس فالتفت أحدهم إلى من بجانبه وقال: قتلنا العبد ثم أمر بهم السفاح فضربوا بالسيوف حتى قتلوا وبسط النطوع عليهم وجلس فوقهم فأكل الطعام وهو يسمع أنين بعضهم حتى ماتوا جميعا وبالغ بنو العباس في استئصال شافة بني أمية حتى نبشوا قبورهم بدمشق فنبشوا قبر معاوية بن أبي سفيان فلم يجدوا فيه إلا
(٣١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 320 ... » »»