الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ٢ - الصفحة ٢٣٥
منه وثقته به وعلو منزلته عنده، وولاه عمر بن الخطاب المدائن فأقام بها إلى حين وفاته، إنتهى.
وكان واليا على المدائن في أيام عثمان فلما قتل عثمان استقره أمير المؤمنين عليه السلام على عمله وكتب عهده إليه وإلى أهل المدائن، وكان فيما كتبه إليهم: قد وليت أموركم حذيفة بن اليمان وهو ممن أرتضي بهديه وأرجو صلاحه وقد أمرته بالاحسان إلى محسنكم والشدة على مريبكم والرفق بجميعكم اسأل الله تعالى لنا ولكم حسن الخيرة والاحسان ورحمته الواسعة في الدنيا والآخرة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
روى الخطيب في تاريخه عن أبي سعيد الخدري ان حذيفة بن اليمان أتاهم بالمدائن فقام يصلي على دكان فجذبه سلمان ثم قال: لا أدري أطال العهد أم نسيت أما سمعت رسول الله صلى إليه عليه واله يقول: لا يصلي الامام على أنشز مما عليه أصحابه، إنتهى.
وعن أسد الغابة انه كان صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المنافقين لم يعلمهم أحد إلا حذيفة أعلمه بهم رسول الله صلى الله عليه وآله إنتهى.
قتل أبوه في أحد قتله المسلمون خطأ يحسبونه من العدو وحذيفة يصيح بهم فلم يفقهوا قوله حتى قتل فلما رأى حذيفة ان أباه قد قتل استغفر للمسلمين فقال: يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فزاده عنده خيرا.
وحكي ان له درجة العلم بالسنة، وعن العلامة الطباطبائي انه يستفاد من بعض الاخبار ان له درجة العلم بالكتاب أيضا.
وقال أيضا: وعند الفريقين انه كان يعرف المنافقين بأعيانهم وأشخاصهم عرفهم ليلة العقبة حين أرادوا ان ينفروا ناقة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في منصرفهم من تبوك وكان حذيفة تلك الليلة قد اخذ بزمام الناقة ويقودها، وكان عمار من
(٢٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 ... » »»