الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ٢ - الصفحة ١٦٩
فهو ربح وقال: حسبك ان قوما موتى يحيى القلوب بذكرهم، وان قوما احياء يقسو القلوب برؤيتهم، وقال لأصحاب الحديث: أدوا زكاة هذا الحديث قالوا وما زكاته؟ قال: اعملوا من كل مائتي حديث بخمسة أحاديث، وقيل له:
بأي شئ تأكل الخبز؟ قال: أذكر العافية فأجعلها إداما.
ويحكي عنه انه كان يقول:
أقسم بالله لمص النوى * وشرب ماء القلب المالحة أعز للانسان من حرصه * ومن سؤال الأوجه الكالحة فاستغن بالله تكن ذا الغنى * مغتبطا بالصفقة الرابحة اليأس عز والتقى سؤدد * ورغبة النفس لها فاضحة من كانت الدنيا له برة * فإنها يوما له ذابحة وسئل عن القناعة فقال لو لم يكن في القناعة شئ إلا التمنع بعز الغناء لكان ذلك يجزي ثم أنشأ يقول:
أفادتني القناعة أي عز * ولا عز أعز من القناعة فخذ منها لنفسك رأس مال * وصير بعدها التقوى بضاعة تحز حالين تغنى عن بخيل * وتسعد في الجنان بصبر ساعة روى الخطيب عن محمد بن نعيم قال: دخلت على بشرفي علته فقلت عظني فقال: ان في هذه الدار نملة تجمع الحب في الصيف لتأكله في الشتاء فلما كان يوم اخذت حبة في فمها فجاء عصفور فأخذها والحبة فلا ما جمعت اكلت ولا ما أملت نالت: قلت زدني قال ما تقول فيمن القبر مسكنه والصراط جوازه، والقيامة موقفه والله مسائله فلا يعلم إلى الجنة فيهنأ أو إلى النار فيعزى فوا طول حزناه وأعظم مصيبتاه، زاد البكاء فلا عزاء، واشتد الخوف فلا أمن انتهى توفى سنة 227 (ركز) وهو ابن 75 سنة وقبره ببغداد وحكي انه كان له ثلاث أخوات وهن مضغة ومخة وزبدة زاهدات عابدات
(١٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 ... » »»