(أبو ذر الغفاري) وهو جندب بالجيم المضمومة وسكون النون وفتح الدال المهملة ابن جنادة بضم الجيم، وقيل جندب بن السكن، مهاجري أحد الأركان الأربعة. روي عن الباقر " ع " انه لم يرتد. مات في زمن عثمان بالربذة، له خطبة يشرح فيها الأمور بعد النبي. وقال فيه النبي صلى الله عليه وآله: ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر. وما ورد في فضله وفضل صاحبيه سلمان والمقداد أكثر من أن يذكر وقد أشرنا إلى جملة مما يتعلق به في كتاب سفينة البحار، فلتكتف هنا بذكر ثلاث روايات نافعة.
(الأولى) روى الشيخ عن العبد الصالح " ع " قال بكى أبو ذر من خشية الله حتى اشتكت بصره فقيل له لو دعوت الله يشفي بصرك، فقال انى عن ذلك مشغول وما هو بأكبر همي، قالوا وما يشغلك عنه؟ قال العظيمتان، الجنة والنار.
(الثانية) روى الثقة الجليل الحسين بن سعيد الأهوازي عن أبي جعفر " ع " قال: اتى أبا ذر رجل فبشره بغنم له قد ولدت فقال يا أبا ذر قد ولدت غنمك وكثرت فقال ما يسرني كثرتها فما أحب ذلك فما قل وكفى أحب إلي مما كثر وألهى، انى سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: على حافتي الصراط يوم القيامة الرحم والأمانة فإذا مر عليه الوصول للرحم المؤدي للأمانة لم يتكفأ به في النار (حافتا الوادي) جانباه) وفي رواية أخرى وإذا مر الخائن للأمانة القطوع للرحم لم ينفعه معهما عمل ويكفأ به الصراط في النار.
(الثالثة) في البحار عن الدعائم عن جعفر بن محمد " ع " قال: وقف أبو ذر رحمه الله عند باب الكعبة فقال أيها الناس انا جند بن السكن الغفاري انى لكم ناصح شفيق فهلموا فاكتنفه الناس فقال: ان أحدكم لو أراد سفر لاتخذ من الزاد