الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ١ - الصفحة ٧٧
وأشد علي من مصيبتي بابني، ثم قال انظر هل في القواد والعوام من يعرفها، فاني أحب ان اسمعها من انسان ينشدها، فخرج الربيع فوجد شيخا مؤدبا كان يحفظها فأوصله إلى المنصور فأنشده إياها فلما قال (والدهر ليس بمعتب من يجزع) قال صدق والله، فأنشدني هذا البيت مائة مرة لتردد هذا المصراع علي، فأنشده ثم مر فيها فلما انتهى إلى قوله (والدهر لا يبقى.. الخ) قال سلي أبو ذويب عند هذا القول ثم أمر الشيخ بالانصراف.
(أقول) اعلم اني نقلت في كتاب سفينة البحار كلمات عن أهل بيت النبوة عليهم السلام في التعزية فمنها قول الرضا " ع " للحسن بن سهل وقد عزاه بموت ولده:
التهنية بأجل الثواب أولى من التعزية على عاجل المصيبة. وعن الصادق " ع " انه عزى رجلا بابن له فقال له: الله خير لابنك منك وثواب الله خير لك منه. ونقل ابن خلكان ان الفضل بن سهل أصيب بابن له يقال له العباس، فجزع عليه جزعا شديدا فدخل عليه إبراهيم بن موسى بن جعفر العلوي يعنى أخا أبى الحسن الرضا عليه السلام وأنشده:
خير من العباس آجرك بعده * والله خير منك للعباس (قلت) هذا كلام جده الصادق " ع " كما عرفت. وتقدم في أبو الحسن التهامي ما يناسب ذلك، ويأتي في ابن الزبير أيضا ما يناسبه، قيل توفي أبو ذويب في أيام عثمان في غزوة الروم بمصر سنة 27.
(أبو رافع) القبطي مولى النبي صلى الله عليه وآله اختلف في اسمه والمشهور انه إبراهيم وقيل أسلم، كان مولى العباس عم النبي فوهبه للنبي، واعتقه النبي لما بشر باسلام العباس وروي عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ان لكل نبي أمينا وان أميني أبو رافع. وشهد مع النبي صلى الله عليه وآله مشاهده، ولم يشهد بدرا لأنه كان مقيما بمكة فيما ذكروا، ولزم
(٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 ... » »»